روحــانـيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إجتماعي - ثقافي- رياضي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الضمانات للشيخ العلامة بكر أبو زيد الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المخضرم




المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
العمر : 64

الضمانات للشيخ العلامة بكر أبو زيد الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: الضمانات للشيخ العلامة بكر أبو زيد الفصل الثالث   الضمانات للشيخ العلامة بكر أبو زيد الفصل الثالث Icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2008 3:14 am

11. جزيرة العرب هي بارقة الأمل للمسلمين في نشر عقيدة التوحيد لأنها موئل جماعة المسلمين الأول وهي السُّور الحافظ حول الحرمين الشريفين فينبغي أن تكون كذلك أبدا فلا يسمح فيها بحال بقيام أي نشاط عقدي أو دعوي - مهما كان - تحت مظلة الإسلام ؛ مخالفا منهاج النبوة الذي قامت به جماعة المسلمين الأولى : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدّده وأعلى مناره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى .
فالجماعة واحدة : جماعة المسلمين تحت عَلَم التوحيد على طريق النبوة لا تتوازعُهم الفرق والأهواء ولا الجماعات والأحزاب .
وإن قبول أي دعوة تحت مظلة الإسلام تخالف ذلك هي وسيلةُ إجهازٍ على دعوة التوحيد وتفتيتٍ لجماعة المسلمين ، وإسقاطٍ لامتياز الدعوة ، وسقوطٍ لجماعتها ، وكسرٍ لحاجز النفرة من البدع والمبتدعين ، والفسق والفاسقين .
والجماعات إن استشرى تعددها في الجزيرة فهو خطر داهم يهدد واقعها ويهدم مستقبلها ويسلّم بيدها ملفَّ الاستعمار لها وبه تكون مجمّع صراع فكري وعقدي وسلوكي ينشأ عن ذلك إسلامٌ إقليمي : فينشأ إسلام إيراني ، وإسلام تركي ، وإسلام هندي ، وإسلام أفغاني ، وإسلام أوروبي ، وإسلام أمريكي ويظهر في جانب من جوانب العالم الإسلامي الواسع تحريفٌ ديني أو مسخ للإسلام أو تنجح مؤامرة يحوكها رجل ذكي من أعداء الإسلام فلا تمكن مقاومتها والتغلب عليها وكان ذلك من حِكم مشروعية الحج وأسراره لأنه استعراضٌ عالميٌّ للأمم الإسلامية وطبقات الأمة المسلمة على صعيد واحد ووقت واحد في رحاب البيت الحرام الذي جعله الله ملتقى المسلمين وقياما للناس .
ولما كانت الجزيرةُ والحجازُ معقلَ الإسلام ومبدأه ومنتهاه ، والموئلَ الذي يأوي إليه الإسلامُ والمسلمون في ساعات عصيبة وأزمات مختلفة وفي آخر الزمان وقد جاء في بعض الأحاديث مايدلّ على ذلك فعن عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الدين ليأرِزُ إلى الحجاز كما تأرِز الحيةُ إلى جُحرها ، وليعقِلَنَّ الدينُ من الحجاز مَعقِلَ الأَروِيَة من رؤوس الجبال " .
وعن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ، وهو يأرِزُ بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جُحرها " .
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الإيمان ليأرِز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " .
ولما كانت هذه الجزيرةُ وهذه البقاعُ المقدسة مصدرَ الإشعاعِ العالمي الإسلامي ، ومقياسَ قوةِ الإسلام وسلطانه ؛ كان علماء المسلمين وقادتهم - في كل زمن وبلد - شديدي الحساسية لما يقع فيها من حوادث ولما يجري فيها من تيارات دقيقي الحساب لمدى تمسكها بالتعاليم والآداب الإسلامية ومحافظتها على الروح الدينية والعاطفة الإسلامية كبيري الغيرة عليها وعلى قيادتها للعالم الإسلامي وقد تجلى ذلك في كتابات علماء الإسلام وأدبهم وشعرهم في أزمنة مختلفة وقد سار قول أشهر شعراء إيران وأدبائها: الشيخ مصلح الدين سعدي الشيرازي (المتوفى 691)مسير المثلِ :
" إذا بدأت طلائع الفساد والانحرافات من فناء الكعبة ورحاب البيت الحرام ؛ فعلى الإسلام والمسلمين السلام " .
وقد فزع الشاعر الفارسي المسمى بأبي المجد مجدودٍ الغزنوي المعروف بالحكيم السَّنَّائي (المتوفى 546) لحوادثَ جرت في عصره ولتسرُّب نفوذ بعض القوى المعادية للإسلام إلى جزيرة العرب وإلى البقاع المقدسة ومركز الإسلام فأشار إلى ذلك في قصيدة له وحَسَب له كلَّ حساب وحذّر العالمَ الإسلامي من سوء عاقبته وأثارَ غيرةَ أهلِ الحجاز وأبناءِ الجزيرة " انتهى .
فواجبٌ واللهِ تنظيفُ هذه الجزيرة من تلكم المناهج الفكرية المبتدعة والأهواء الضالة وأن تبقى عُنوانَ نُصرةٍ للكتاب والسنة والسيرِ على هدي سلف الأمة حربا للبدع والأهواء المُضِلّة .
12. وعليه ؛ فيجب تعميقُ الرابطة الدينية ثم يجب جَذمُ جُذورِ العصبية لغير الكتاب والسنة مهما ظهرت في أي مِسلاخ فهي عصبيات جاهلية مُنتِنَة تثيرُ الشغب وتشعلُ الفتن وتضرِمُ المشاكلَ وتزرعُ الإحنَ .
فواجبٌ محاصرتها وإطفاؤها وتحطيمُ جمعِها، سواءٌ أكانت عصبيةً قَبَليّة أم عصبيةً رياضية أو سواهُما من تلكم الموجات الكاسحة التي تبذل فيها جهود الشياطين حاملين جراثيم الهرج ركضا وراء السراب لنَقلَةِ شباب الأمة إلى آخر أشواط التخلف فيكونون هباء منثورا لا يقتلون صيدا ولا ينكؤون عدوا .
إنها قوة ما إن تفور إلا وتغور ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
13. يجب تعميق الوحدة الأخلاقية في قالب الإسلام لا غير فواجبٌ وقفُ مرحلة الإغارة على أخلاقيات هذه الجزيرة الإسلامية والانتقالِ منها إلى السلوكيات الغُثائية الوافدة في مجالات الحياة كافة وتحت إرخاء العَنان للترفّه والمد الحضاري الغُثائي الغربي ، والتهامِ اللذات والتسابق إلى عوامل الاسترخاء والتميّع والتفكيرِ المترهل والنَّهَم في جلب الكماليات والتسابُقِ إلى مظاهر البذخ حتى في اللباس للذكور والإناث كلُبس البنطال والقُبعة - الكبوس ، ويقال: البرنيطة - والألبسة الخالعة للنساء، وغيرها . فالله الله في لباسكم الإسلامي يا أهل الجزيرة .ومثل : المواقيت والمقاييس والموازين .. إلى آخر شهوةِ التشبّهِ بأعداء الله الكافرين .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم : " لتتبِعُنَّ سَنَنَ من كان قبلكم شبرا بشبرٍ وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جُحر ضب لتبعتموهم " .
وما هذا إلا لأن التشبه يفعل الأفاعيل فيُفقِدُ النفوسَ والبلادَ حُرمتها ومكانتها ويقطع صلتها عن الماضي ويشبه إلى حد بعيد (الميكروبات) فتلك تُمرض القلوب وهذه تُمرض الأبدان .
وإذا كانت الشريعة تنهى عن هذا عمومَ المسلمين ؛ فإن النهي يتأكد في حق أهل هذه الجزيرة .
وواجبٌ واللهِ بجانبِ وقفِ هذا المدِّ عنهم : ترميمُ ما فسد في هذه العصابة الكريمة وما داخَلَها من أخلاق وافدة غريبة عليها في دينها وعُنصُرِها .
ولا بدّ من دعوةٍ جَهيرة لصدّ هذه العوادي و الوِفاداتِ المفسدة لأخلاقيات هذه البلاد وكفّ الخطر المحيط بها، وإنشاءِ أهلِها خَلقا آخر على سَنَنِ الفطرة يمزقون بهَديِهِم وفِعالهم تلك الحملات الغُثائية وما ذلك على الله بعزيز .
14. التميُّز في عامة الهدي عملا وقدوة ودعوة على رسم الكتاب والسنة بلا مضاهاة ولا مشابهة ولا تَغَرُّب فإن الشريعة تنهى عن المضاهاة والتشبه بالمشركين والمنافقين وبالشياطين وبالأعاجم والمبتدعة وأهل الأهواء وبالنساء والمخنّثين .. ونحو ذلك من وجوه الانحراف القاضية على تميز الشخصية الإسلامية بأي نوع من أنواع الانحراف بما " قد يكون كفرا وقد يكون فسقا وقد يكون سيئة وقد يكون خطأ .
وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطباع ويزينه الشيطان فلذلك أمِرَ العبدُ بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهودية فيها ولانصرانية أصلا ".
وإن الشريعة تنهى عن التعرُّب ؛ بمعنى : الرجوعِ إلى البادية بعد الهجرة وبمعنى مشابهة الأعراب فيما يخالف هدي الإسلام ولو بالألفاظ ؛ كلفظ العَتمة : " لا تغلِبَنّكم الأعرابُ على اسم صلاتكم العتمة ؛ فإنما هي العشاء " .وباديةُ كلِّ ديار بحسبها .
وتنهى نهيًا بالغا عن ذينـِكَ المتضادَّين : (الحمراءِ) من غير العرب ويقال : أهل التسوية وهم : " (الشعوبية) مذهب أراذل الموالي و(القومية العربية) مذهب أراذل النصارى الذين قامت ثقافتهم على تمجيد القومية العربية ثم تسرب رشحها إلى أفئدةِ مُنحلّةِ المسلمين .. " .
إن الشريعة كما تزدحم نصوصُها وقواعدُها في رفض هذه العوامل المنحرفة ؛ فإنها ترسم للمسلم هديا سويا يرفض التبعية والمحاكاة والانحراف ودعت إلى (تعريب) الأمة فيما أقره الإسلام من فاضل أخلاق العرب وصفاتهم وسماتهم وذلك من طرق شتى :
أ‌. تعريب لسان الأمة من رطانة الأعاجم إلى شعار الإسلام ولغة القرآن لسان العرب ؛" لأن الدين فيه أقوال وأعمال ، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله ، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله " .
ب‌. تعريب أخلاقها وذلك بالمشابهة للسابقين من الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان .
وفي هذا نظر إلى فقه السلف حيث فضّلوا كثيرا من غير العرب على العرب لتعريب أخلاقهم ومشابهتها بأخلاق السلف الصالح .
قال الأصمعي رحمه الله تعالى : " عَجَمُ أصبهانَ قُريشُ العجمِ ".
ولما ساق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى آثارا مهمة على هذا المنحى ؛ قال : " إن الأمة مُجمِعة على هذه القاعدة وهي : فضلُ طريقة العرب السابقين وأن الفاضلَ من تَبِعَهم " .
ج. تعريب اللباس الذي هدى إليه الإسلام ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " وقال الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد وغيره منهم القاضي أبو يعلى وابن عقيل والشيخ أبو محمد عبد القادر الجيلي وغيرهم في أصناف اللباس وأقسامه : ومن اللباس المكروه ما خالف زِيَّ العرب وأشبه زي الأعاجم وعادتهم ، ولفظُ عبدالقادر : ويُكره كل ماخالف زِيَّ العرب وشابه زِي العجم " .
وفي كتاب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : " وعليكم بالمَعَدِّيَّةِ وذروا التنعم وزي العجم " .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : " وهذا ثابتٌ على شرط الصحيحين وفيه أن عمر رضي الله عنه أمر بالمعدِّية وهي زي بني معدّ بن عدنان وهم العرب فالمعدية نسبة إلى معدّ ونهى عن زي العجم وزي المشركين وهذا عام كما لا يخفى " .
فالزموا لباسكم يا أهل الجزيرة ، وذروا عنكم ظاهر الإثم وباطنه في لباس الكفار في القبعة والبنطال وما هذه الفتنة التي نشرت بين شَبَبَتِكم في لبس القبعة بعد عام 1411 ؛ إذ نثرت في الأسواق وعرضت بأرخص الأسعار، وتنافس في لبسها الأطفال والشباب ، وهي في حقيقتها شعار تعبدي للنصارى كالصليب والزنار ، فضلا عن أن تكون من التشبه بألبسة الكفار، فهي رمز تحول في الرجال كالمطالبة بخلع الحجاب رمز تحول في النساء .
وأقول : إن هذه " القبعة " التي راجت بين المراهقين والأطفال هي رمز علني للتحول فلا يجوز استيرادها ولا بيعها ولا لبسها ، ويجب منعها وواجب على ولي أمر الطفل والشاب منعه من لبسها فاتقوا الله في مواليدكم يا أهل الإسلام .
وقد أفردت رسالة بشأنها ؛ لخطرها . والله المستعان .
د. التاريخ الهجري : الزموا التاريخ الإسلامي " التاريخ الهجري " في جميع مواقيت عباداتكم ومعاملاتكم وشؤون حياتكم فهو شعار إسلامي ينادي على إسلامكم ولا ترضوا به بديلا ولا مساويا فإنه لمواقيتكم كشعار الأذان لصلاتكم ؛ ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما استشار أصحابه رضي الله عنهم ليجعل وسيلة إعلام ونداء للصلوات الخمس أشار بعضهم بضرب الناقوس وبعضهم بكذا .. فلم يرض النبي صلى الله عليه وسلم بشعارات الكفار حتى فرض الأذان في القصة المشهورة .
وكذلك الشأن في التاريخ ، فإن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار في ذلك فأشار بعضهم بتاريخ النصارى وبعضهم بكذا ..فلم يرض - رضي الله عنه - بشعارات الكفار حتى أشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه باتخاذ الهجرة بداية للتاريخ فسُرَّ بذلك رضي الله عنه وأجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وجرى عليه عمل المسلمين .
15. وإذا كان الإسلام قد محا العصبية القبلية الممقوتة ؛ فإن المحافظة على سلاسل النسب مطلوبة والمحافظة عل نقاء النطف وأنسابها لا تعني العصبية بحال .
وعليه ؛ فينبغي سدّ منافذ التهجين لأول رائد للإسلام : العِرق العربي لتبقى سلاسل النسب صافية من الدَخَل وملامحُ العرب سالمةً من سُحنة العُلُوج والعَجَم صانها الله من تلكم الأذايا والبلايا .
واعتبار الكفاءة له آثار حسان في التربية وعزة الدار وقوام الأخلاق ومناهج الشرف .
" وأما التساهل في ذلك فله دَخَل عظيم في انحلال الأخلاق لأن للتزوج بمجهولات الأصول أو الأخلاق ، أو بسافلات الطباع والعادات ، أو بالغريبات جنسا مفاسدَ شتى لأن الرجل ينجرُّ طوعا أو كرها لأخلاق زوجته فإن كانت سافلة يتسفّل لا محالة وإن كانت غريبة يتبغّضُ في أهله وقومه وجرّته إلى موالاة قومها والتخلق بأخلاقهم حتى يكون أطوع لها من خلخالها .. " .
ولشاعر الحرم علي بن زين العابدين قصيدة معبرة في التحذير من الزواج بالأجنبيات ، منها :

العيون الزرق لا تعجبني
إنني أهوى العيون العسلية
يافتاة الغرب لا تندفعي
إنني أهوى فتاتي العربية
دينها الإسلام قد هذبها
وارتضاها عفة فضلى تقية
صاغها الله عفافا وتقى
وانتقاها من خيار البشرية
حرة النفس منيعا عرضها
سمحة الأخلاق من رجس نقية

الوفاء المحض من شيمتها
والحياء الحق سيماها الجلية

رقة في حشمة في طاعة
تلك والله صفات قدسية

لم تكن قبلي لغيري متعة
لا ولن تغدو لغيري في العشية
16. لا تكون جزيرة العرب سردابا للمولّد وألسنة الأعجمين .
بما أن لسان أهل هذه الجزيرة هو لسان العرب وبه نزل القرآن فهو لغة الإسلام ومفتاح المكتبة الإسلامية فإنه لايجوز تهجين اللسان العربي ويجب تنشيط حركة التصحيح للسان العرب وأن يكون أهلها في منأى عن هجنة اللسان وأن تبقى عروبته كلمة باقية في أعقابهم ينشرون في العالم تعريب اللسان ولا يمتد إليهم تغريب له بحال .
واعتبر في الحال الحاضرة - على الرغم من لوثة العجمة وهجنة العامية - فإنه لم يزل عندهم بقية صالحة من السليقة العربية فإذا قرؤوا النص من كتاب أو سنة فهموا المعنى المراد باطمئنان بعيدين عن رسوم التدقيقات و الإشكالات التي تفسد المعنى ولا يشير إليها المبنى خلافا لغيرهم ممن خاضوا هذه المحالة فتشتّتت منهم الأذهان وعميت عليهم الأفهام . والله المستعان .
17. وبما أن الاسم عنوان المسمى وشعار يدعى به المرء في الآخرة والأولى والاسم كالثوب إن قصر شان وإن طال شان ونحن مأسورون في قالب الشرع المطهر ومن أبرز سماته أن لا يكون في الاسم تشبه بأعداء الله ولا متابعة للفساق فعلى المسلمين عامة وعلى أهل هذه الجزيرة بخاصة العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشرع فإذا أتى إليها الوافد أو خرج منها القاطن فلا يسمع الآخرون إلا عبدَالله وعبدَ الرحمن ومحمدا وأحمدَ وعائشةَ وفاطمةَ .. وهكذا في الأسماء الشرعية في ألوف مؤلفة زخرت بها كتب السير والتراجم .
أما تلك الأسماء لأمم الكفر : فكتوريا ، سوزان .. فليس لها عند أهل الإيمان نصيب ومثلها أسماء الفساق الأخرى التي ليس لها بهاء ولا لياقة .. وهكذا في سلسلة يطول ذكرها .
أقول : على أهل هذه الجزيرة أن يتقوا الله وأن يلتزموا بأدب الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن لا يؤذوا السمع والبصر في تلكم الأسماء المتخاذلة وإن التساهل في الأسماء كالتساهل في الأفعال كل منهما قبيح وعلى جهة الأحوال المدنية وضع الضوابط الشرعية لذلك .
18. هذه الجزيرة مضافة إلى أهلها : العرب والاعتبار لهم بالإسلام فلتبق للعرب والمسلمين نسبا ولسانا ودارا حتى لا تكون الإضافة شبه صورية وإنه لِعالي مكانتهم تعقد الآمال بناصيتهم .
والذي ينبغي أن تأتي وفود الإسلام إلى معقله جزيرة العرب حجاجا أو عمارا أو عاملين فيرتوون من التوحيد الصافي من أي شائبة ليعودوا إلى أهليهم من المسلمين : دعاة توحيد وبناة عقيدة .
19. ويجب أن يكون دور حرّاس الشريعة في هذه الجزيرة من منجزات الحضارة الحديثة في الطب والهندسة والاقتصاد .. هو دور الأصالة والتجديد لا دور التبعية الماسخة والوأد الخفي - بل والعلني - لمقومات البلاد الأساسية : الإسلام ، وخوض عجلة الحياة في الأوحال .
وعليه ؛ فبعثُ روح الاكتساب والعمل والجد والتحصيل والتخصص في هذه العلوم من أهم المهمات لبناء الحياة في هذه الجزيرة على يد أبنائها فهم أسلم لها وأصلح لحالها من الدخلاء عليها .
20. حمل أهلها على الحماس الديني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعميق التقوى والشوق إلى الترقي لحماية الشريعة .
ومن الأوليات : شكرُ هذه النعم ببسط لسان التذكير وقلم التدوين بما أفاء الله عليهم وأنعم من هذه الخصائص وأن من شكرها المحافظة عليها وحفظها وإعمال الحياة في قالبها وأن أي تشويش عليها خدش لها ونقص لشكرها وأخيرا غيابٌ لمزيةِ القدوة .
ومن لازم ذلك الإجهاز على أي عادة أعجمية أو عامل حضاري غُثائي وأن يبقى حق الامتياز في هذه الجزيرة إسلاميا محضا يرفض كل تقليد دامس ولايقبل يد أي لامس . والله الهادي إلى سواء السبيل .
بكر بن عبدالله أبو زيد


Like a Star @ heaven Like a Star @ heaven Like a Star @ heaven Like a Star @ heaven Like a Star @ heaven

الــــــــــمــــــــــــــــخــــــــــــــــــــــضـــــــــــــــــــــــــــــــــــرمـــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الضمانات للشيخ العلامة بكر أبو زيد الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روحــانـيـة  :: بحوث علمية-
انتقل الى: